新媒网 · 跨境数据社区

العالم المسلم الذي غيّر تاريخ الجراحة الحديثة 🩺⏳ هل تعلم أن أول جراح في التاريخ الذي وضع أسس الجراحة الحديثة وابتكر أدوات وتقنيات لا تزال تُستخدم حتى اليوم كان عالمًا عربيًا مسلمًا من الأندلس؟ إنه أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، أحد أعظم الأطباء والجراحين في العصور الوسطى، والذي لم يكتفِ بتطوير الطب، بل أحدث ثورة حقيقية في عالم الجراحة.وُلِد الزهراوي حوالي عام 936م في مدينة الزهراء، القريبة من قرطبة، عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس. تعود أصوله إلى عائلة عربية من الأنصار، الذين هاجروا إلى الأندلس مع الفتح الإسلامي. نشأ في ظل واحدة من أعظم الحضارات العلمية في ذلك الوقت، حيث كانت قرطبة تُعد مركزًا عالميًا للعلم، بجامعاتها ومكتباتها التي ضاهت مكتبة بغداد. منذ صغره، أظهر شغفًا بالعلوم الطبية، ودرس في أشهر مدارس الطب في قرطبة، حيث تتلمذ على يد نخبة من أطباء الأندلس. ومع مرور السنوات، أصبح طبيبًا في بلاط الخليفة الحكم المستنصر بالله، حيث عالج المرضى وأجرى العديد من العمليات الجراحية التي أثبتت عبقريته.أهم إنجازاته كان تأليف كتابه الموسوعي "التصريف لمن عجز عن التأليف"، وهو عمل طبي مكوّن من 30 جزءًا، يغطي مختلف الفروع الطبية، مثل الصيدلة، التشريح، والعلاج بالأعشاب، لكنه اشتهر بالجزء الخاص بالجراحة. في هذا الجزء، وضع الزهراوي أول موسوعة جراحية في التاريخ، حيث رسم أكثر من 200 أداة جراحية من ابتكاره، وشرح طرق استخدامها بالتفصيل. هذه الأدوات أصبحت الأساس الذي اعتمد عليه الأطباء في العصور اللاحقة.من بين أعظم ابتكاراته استخدام خيوط أمعاء الماشية والقطط في العمليات الجراحية، وهي خيوط قابلة للتحلل داخل الجسم، مما يسمح بالتئام الجروح دون الحاجة إلى إزالتها يدويًا. هذه التقنية الثورية لا تزال تُستخدم حتى اليوم. كما طوّر أدوات جديدة مثل المشارط، المقصات الجراحية، والملاقط، والتي كانت أساسًا للأدوات الحديثة. كما كان له دور في تأسيس الجراحة التجميلية عبر تقنيات مبتكرة في خياطة الجروح وتقليل الندوب، بالإضافة إلى تطوير تقنيات متقدمة في استخراج الحصى من المثانة، إزالة اللوزتين، وعلاج الناسور. كما استخدم الكيّ لإيقاف النزيف وتعقيم الجروح، وهو مبدأ ما زال يُستخدم في الجراحة اليوم.لم يكن تأثير الزهراوي محصورًا في العالم الإسلامي، بل انتقل إلى أوروبا عندما تُرجم كتابه "التصريف" إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر على يد المترجم الشهير جيرارد الكريموني. أصبح هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في الجامعات الأوروبية، وظل يُدرّس لعدة قرون في جامعات مونبلييه، بولونيا، وساليرنو. وقد أشاد به كبار الأطباء الأوروبيين، مثل غي دي شولياك، أحد أعظم جراحي العصور الوسطى، الذي وصف الزهراوي بـ"أستاذ الجراحين"، وكذلك أندرياس فيساليوس، رائد علم التشريح الحديث، الذي اعتمد على دراساته، وبيتر أوف سبان، الذي استخدم تقنيات الزهراوي كأساس لجراحة العيون.ورغم أن الزهراوي كان مسلمًا عربيًا، إلا أن تأثيره كان أكبر في أوروبا منه في العالم الإسلامي. بعد سقوط الأندلس وضعف الحضارة الإسلامية، تم تجاهل العديد من أعمال العلماء المسلمين التي ضاعت في الفوضى السياسية والصراعات. في المقابل، قام الأوروبيون بترجمة كتبه واعتمادها كأساس في تعليم الطب. فقد درست الجامعات الأوروبية "التصريف" لأكثر من 500 عام،بينما لم تُعِد العديد من البلدان العربية اكتشاف أعماله إلا في العصر الحديث، عندما بدأ الباحثون في تتبع جذور الطب . ورغم ذلك، يبقى الزهراوي رمزًا عالميًا للطب ، وشخصية ساهمت في تحسين حياة الملايين عبر القرون.توفي الزهراوي حوالي عام 1013م في قرطبة، لكنه ترك إرثًا علميًا لا يزال يُدرّس حتى اليوم. فهل كنت تعرف كل هذا عن العالم المسلم الذي غيّر تاريخ الجراحة إلى الأبد ؟ 👇 https://youtu.be/jW-t4aioJmA